تفسير سفر الخروج الأصحاح الثامن عشر
صفحة 1 من اصل 1
تفسير سفر الخروج الأصحاح الثامن عشر
:90:
( 1 ) يثرون يلتقى بموسى
" سمع يثرون كاهن مديان حمو موسى كل ما صنع الله إلى موسى وإلى اسرائيل شعبه " ع 1 ، ولعله سمع من إبنته صفورة التى رافقت موسى كل الطريق وعبرت معه البحر الأحمر ، وعندما اقتربت من سكن أبيها ذهبت إليه تكرز له بأعمال الله العجيبة ، وتأتى بأبيها الكاهن الوثنى ليسمع ويرى عمل الله فيقدم " محرقة وذبائح لله " ع 12 .
إن كان يثرون قد جاء بقلبه يمجد الله على أعماله الخلاصية ، فإن موسى أيضا العظيم فى الأنبياء ، الذى وهبه كل هذه العجائب لاقى حماه بكل اتضاع ... " خرج موسى لأستقبال حميه وسجد وقبله " ع 7 . النبوة لم تعلمه التشامخ على الآخرين بل الإتضاع أمام حميه الكاهن الوثنى . ولعله باتضاع كسبه أيضا للتعرف على أعمال الله
( 2 ) حديث فى الله :
إمتاز هذا اللقاء بأنه كان فى الرب ، لم يخرج عن تمجيد إسمه ، كما امتاز بالفرح الروحى ، إذ يقول الكتاب :
" ففرح يثرون بجميع الخير الذى صنعه إلى اسرائيل " ع 9 ، وبارك يثرون الرب ( ع 10 ) ، وشهد له أنه " أعظم من جميع الآلهة " ع 11 وقدم محرقة وذبائح لله ( ع 12 ) .
ما أجمل اللقاءات التى تسير كلها فى دائرة الرب وأعماله الخلاصية العجيبة ، فإنها تملأ القلب فرحا وتطلق اللسان للتسبيح وتكسب حتى غير المؤمنين للأيمان .
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل يقول الكتاب : " وجاء هرون وجميع شيوخ اسرائيل ليأكلوا طعاما مع حمى موسى أمام الله " ع 12 .... كأن يثرون عرف الله كصديق له ، حتى فى أكله وشربه يشعر بوجوده أمام الله . يعلق العلامة أوريجانوس على هذا التصرف قائلا : [ كل ما يفعله القديسون إنما يفعلونه أمام الله ، أما الخاطىء فيهرب من وجه الله ، كما هرب آدم من وجه الرب عندما أخطأ ! ] .
( 3 ) مشورة يثرون :
أولا : إذ رأى يثرون موسى يتحمل كل المسئولية بمفرده ، يقضى فى كل كبيرة وصغيرة ، من الصباح حتى المساء ، أشار عليه بتعيين رؤساء ألوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات ، أناس ذوى قدرة ، خائفين الله ، أمناء ، مبغضين الرشوة ، يقضون بين الشعب كل حين ، أما الدعاوى الكبيرة فتقدم إليه . وأطاع موسى حماه .
يرى الآباء فى موقف موسى البطولة الحقة من جهة اتضاعه ، إذ يقول القديس يوحنا الذهبى الفم : [ يقول الله عن موسى " وأما الرجل موسى فكان حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض " عد 12 : 3 . لم يكن من هو أكثر منه اتضاعا ، هذا الذى مع كونه قائدا لشعب عظيم كهذا ، وقد أغرق ملك المصريين ( فرعون ) وكل جنوده فى البحر الأحمر كالذباب ، وصنع عجائب عظيمة هكذا فى مصر وفى البحر الأحمر وفى البرية ، وتسلم شريعة عظيمة هكذا ، ومع ذلك كان يشعر أنه إنسان عادى ، وكزوج إبنة كان أكثر اتضاعا من حميه ؛ أخذ منه مشورة دون غضب ..... موسى فى اتضاع فكره تصرف حسنا ] .
إزدرى موسى بالبلاط الملكى ( عب 11 : 24- 26 ) من أجل اتضاعه الحقيقى ، لأن التفكير السليم والروح العالية إنما من ثمرة الإتضاع ، أى سمو وأى عظمة أن يحتقر موسى القصر الملوكى والمائدة الملوكية ؟!
ثانيا : إن رجعنا إلى سفر العدد نرى موسى يقول للرب " لماذا أسأت إلى عبدك ولماذا لم أجد نعمة فى عينيك حتى أنك وضعت ثقل جميع هذا الشعب علي . ألعلى حبلت بجميع هذا الشعب أو لعلى ولدته ؟!" عد 11 : 11 ، 12 .
ما كان لموسى أن يستثقل عمل الرعاية ، لأن الله هو الراعى الحقيقى ، والأب غير المنظور الذى يرعى أولاده ، لذلك إذ طلب الله من موسى أن يختار سبعين رجلا قال له " فأنزل أنا وأتكلم معك هناك وآخذ من الروح الذى عليك وأضع عليهم فيحملون معك ثقل الشعب فلا تحمله أنت وحدك " ع 11 : 7 ، وكأنه الرب الذى يعطى موسى سحب منه ليعطى مساعديه ...
إننا لا ننكر أهمية تشغيل الطاقات الروحية فى الكنيسة ، لكن ليس بروح التذمر ولا بالشعور كأننا نحن الذين نحمل أثقال الشعب ... إنما نحمل بركة مشاركتنا للسيد المسيح ، رئيس الكهنة وأسقف نفوسنا الخفى ، الحامل ضعفات الكل !
( 1 ) يثرون يلتقى بموسى
" سمع يثرون كاهن مديان حمو موسى كل ما صنع الله إلى موسى وإلى اسرائيل شعبه " ع 1 ، ولعله سمع من إبنته صفورة التى رافقت موسى كل الطريق وعبرت معه البحر الأحمر ، وعندما اقتربت من سكن أبيها ذهبت إليه تكرز له بأعمال الله العجيبة ، وتأتى بأبيها الكاهن الوثنى ليسمع ويرى عمل الله فيقدم " محرقة وذبائح لله " ع 12 .
إن كان يثرون قد جاء بقلبه يمجد الله على أعماله الخلاصية ، فإن موسى أيضا العظيم فى الأنبياء ، الذى وهبه كل هذه العجائب لاقى حماه بكل اتضاع ... " خرج موسى لأستقبال حميه وسجد وقبله " ع 7 . النبوة لم تعلمه التشامخ على الآخرين بل الإتضاع أمام حميه الكاهن الوثنى . ولعله باتضاع كسبه أيضا للتعرف على أعمال الله
( 2 ) حديث فى الله :
إمتاز هذا اللقاء بأنه كان فى الرب ، لم يخرج عن تمجيد إسمه ، كما امتاز بالفرح الروحى ، إذ يقول الكتاب :
" ففرح يثرون بجميع الخير الذى صنعه إلى اسرائيل " ع 9 ، وبارك يثرون الرب ( ع 10 ) ، وشهد له أنه " أعظم من جميع الآلهة " ع 11 وقدم محرقة وذبائح لله ( ع 12 ) .
ما أجمل اللقاءات التى تسير كلها فى دائرة الرب وأعماله الخلاصية العجيبة ، فإنها تملأ القلب فرحا وتطلق اللسان للتسبيح وتكسب حتى غير المؤمنين للأيمان .
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل يقول الكتاب : " وجاء هرون وجميع شيوخ اسرائيل ليأكلوا طعاما مع حمى موسى أمام الله " ع 12 .... كأن يثرون عرف الله كصديق له ، حتى فى أكله وشربه يشعر بوجوده أمام الله . يعلق العلامة أوريجانوس على هذا التصرف قائلا : [ كل ما يفعله القديسون إنما يفعلونه أمام الله ، أما الخاطىء فيهرب من وجه الله ، كما هرب آدم من وجه الرب عندما أخطأ ! ] .
( 3 ) مشورة يثرون :
أولا : إذ رأى يثرون موسى يتحمل كل المسئولية بمفرده ، يقضى فى كل كبيرة وصغيرة ، من الصباح حتى المساء ، أشار عليه بتعيين رؤساء ألوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات ، أناس ذوى قدرة ، خائفين الله ، أمناء ، مبغضين الرشوة ، يقضون بين الشعب كل حين ، أما الدعاوى الكبيرة فتقدم إليه . وأطاع موسى حماه .
يرى الآباء فى موقف موسى البطولة الحقة من جهة اتضاعه ، إذ يقول القديس يوحنا الذهبى الفم : [ يقول الله عن موسى " وأما الرجل موسى فكان حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض " عد 12 : 3 . لم يكن من هو أكثر منه اتضاعا ، هذا الذى مع كونه قائدا لشعب عظيم كهذا ، وقد أغرق ملك المصريين ( فرعون ) وكل جنوده فى البحر الأحمر كالذباب ، وصنع عجائب عظيمة هكذا فى مصر وفى البحر الأحمر وفى البرية ، وتسلم شريعة عظيمة هكذا ، ومع ذلك كان يشعر أنه إنسان عادى ، وكزوج إبنة كان أكثر اتضاعا من حميه ؛ أخذ منه مشورة دون غضب ..... موسى فى اتضاع فكره تصرف حسنا ] .
إزدرى موسى بالبلاط الملكى ( عب 11 : 24- 26 ) من أجل اتضاعه الحقيقى ، لأن التفكير السليم والروح العالية إنما من ثمرة الإتضاع ، أى سمو وأى عظمة أن يحتقر موسى القصر الملوكى والمائدة الملوكية ؟!
ثانيا : إن رجعنا إلى سفر العدد نرى موسى يقول للرب " لماذا أسأت إلى عبدك ولماذا لم أجد نعمة فى عينيك حتى أنك وضعت ثقل جميع هذا الشعب علي . ألعلى حبلت بجميع هذا الشعب أو لعلى ولدته ؟!" عد 11 : 11 ، 12 .
ما كان لموسى أن يستثقل عمل الرعاية ، لأن الله هو الراعى الحقيقى ، والأب غير المنظور الذى يرعى أولاده ، لذلك إذ طلب الله من موسى أن يختار سبعين رجلا قال له " فأنزل أنا وأتكلم معك هناك وآخذ من الروح الذى عليك وأضع عليهم فيحملون معك ثقل الشعب فلا تحمله أنت وحدك " ع 11 : 7 ، وكأنه الرب الذى يعطى موسى سحب منه ليعطى مساعديه ...
إننا لا ننكر أهمية تشغيل الطاقات الروحية فى الكنيسة ، لكن ليس بروح التذمر ولا بالشعور كأننا نحن الذين نحمل أثقال الشعب ... إنما نحمل بركة مشاركتنا للسيد المسيح ، رئيس الكهنة وأسقف نفوسنا الخفى ، الحامل ضعفات الكل !
__________________
michael noshy- المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 28/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى